أنهت غرام عشر مكالمات تسلية مع عدة شباب، بعد كل مكالمة كانت تشعر بالمتعة والانتعاش لأنها استطاعت أن توهم الكثير أنّها تحبهم!.
بعد أن أنهت "كوكو" قراءة الأبراج توجهت نحو بيتها وكانت بحالة ارهاق رهيب بسبب بحثها المتواصل عن مجلات أبراج، وصلت "كوكو" بيتها ، فتحت حقيبتها لتتناول مفتاح البيت ولكنها لم تجده، ماذا تفعل الآن؟ إنها مرهقة جدًا ولا تستطيع أبدًا أن تسير على قدميها وهي لا تملك النقود كي تركب سيارة أجرة فقد أصرفتها جميعها في شراء المجلات.
وقفت"كوكو" حائرة لا تدري ماذا تفعل، لم يكن بيدها سوى أن تجلس على حافة الطريق وتنتظر إحدى صديقاتها حتى تأتي، جلست "كوكو" على حافة الطريق والإعياء يقطن وجهها المشرق، ولكنّ شيئًا لم تكن تتوقعه قد حصل، وهي جالسة وإذ بها ترى المارين يقذفون لها قطعًا نقدية معتقدين أنّها متسولة، احتار وجهها، أيبكي أم يضحك؟، لم تدر لماذا فعلوا هكذا بالرغم من أنّ ثيابها لم تكن بحالة سيئة ولم تكن تحمل طفلا صغيرًا كي تثير الشفقة ولم تفتح يديها قائلة"من مال الله يا محسنين" ولم تنظر لكل منهم نظرة حسد، ولم يبدو على عينيها البؤس والشقاوة، لماذا إذًا؟ ربما لأنها كانت مرهقة ولكنه ليس سببًا مقنعًا، يا له من موقف مضحك ومخزي في الوقت ذاته!.
ولكنّ الله قد نظر إلى وجهها، والنقود صارت في جعبتها وهي محتاجة لها،أخذت "كوكو" النقود وذهبت إلى المطعم المجاور لبيتها،لم تكن قادرة على المشي ولكنها اضطرت الى ذلك ، فقد بدأت عصافير بطنها بالزقزقة ولم تعد تحتمل، خطوات قليلة ووصلت المطعم ، أكلت حتى شبعت وحمدت الله على نعمه الكثيرة، وعندما أكلت واستراحت أصبحت قادرة على المشي.
ربما قد ارتداها النحس واختلطت حروفه مع حروف اسمها هذا اليوم وأصر أن لا يغادرها، لم تكن مستعدة للمفاجأة الثانية، وهي في طريقها إلى البيت انكسر حذاؤها وكانت على وشك أن تنهار لولا أن تلطف الله بها ووقع نظرها على دكان أحذية، يا لهذا اليوم!.
دخلت الدكان ولم تنظر إلى الحذاء الذي مسكته يداها، المهم أن تغيّر حذاءها القديم وتتخلص من هذه الورطة، ولكنّ نقودها لم تكن كافية حتى لأزهد حذاء هناك.
نظر البائع إلى "كوكو" فأشفق على حالتها، فقال لها خذي هذا الحذاء مجانًا، استغربت "كوكو" كثيرًا وتساءلت عن السبب الذي يدفعهم ليتصرفوا معها بهذه الطريقة.
بعد أن همس احدهم في أذن البائع وجه نظره عليها وهو يحمل بنطالا ويقول لها:خذي هذا البنطال وادعي لي بالتوفيق، وان احتجت أي شيء فلا تخجلي.
ماذا يحدث؟ بدأت "كوكو" تشك بنفسها، ما الذي يجري؟ لمَ يريد الجميع أن يتبرع لها؟ أهل يبدو عليها الفقر؟ ولكنها ليست كذلك، نظرت "كوكو" إلى نفسها، نظرت إلى ملابسها فلم تجد شيئًا يثير الدهشة، فجأة وإذ بها تكتشف سرًا جعلها تتمزق من الضحك، ألهذا السبب يعاملها الجميع بهذا الشكل؟، حقًا يا له من سبب مضحك!.
(يتبع في الجزء الثالث)