أحس بإرهاق شديد،أكلت لسانه الدهشة حين قرأ اسم "غرام" تحت تلك الصورة،لم يكن يعرف صورتها،لم يكن يعلم شكلها،
وها هو القدر يجمعه معها في لحظة لم يكن يتوقع أبدا أن يجمعه!.
هذا هو القدر دائما يفاجئنا بتحقيق ما كنا نتمناه في لحظات لا نتوقع بها ذلك، يحقّق أحلامنا حين نلغيها،حين تذهب مع الريح وتبقي داخلنا جرحًا عميقًا!.
قرأ فارس،نعم لا تستغربون،فقد كان ذاك الشاب هو فارس وكانت تلك الفتاة هي "غرام" ، ولكنّ احدهم لم يعلم بذلك!.
قرأ أنّ "غرام" بحالة سيئة جدا وعلى وشك الموت،كاد أن يختنق،فانّ رغم كل ما حصل له منها فانّ صوتها بقي عالق في طبلة أذنه وكلامها حتى لو كان كذبا فانه ما زال يرن بأذنه حتى الآن، ذكراه معها لم تفارقه أبدا،فقد عاش أجمل اللحظات بقربها،،كيف له أن ينساها بتلك السهولة؟ ،والآن بعد أن رأى صورتها وقرأ أنها على حافة الموت بسببه هو،كيف لكل هذا أن لا يوقظ مشاعره من جديد؟!.
لم هكذا أيها القدر؟لم حين نقنع أنفسنا بأننا أقوياء وتجاوزنا المحنة ونسينا جرحنا،ترجع لتحيي الجرح من جديد،وتوقظ مشاعرنا وقلبنا وذكرياتنا،وبعد كل هذا تأسرنا أيها القدر في زنزانة الضعف من جديد!.
خرج "فارس" من غرفته وذهب بالفور ليطمئن على حالة"غرام"،لحسن الحظ كانت "غرام" بنفس المشفى،دخل غرفتها،حين رآها مستلقية على السرير وحالتها تبكي الصخر،نسي كل ما خطط له من انتقام،مات كل ما في قلبه من كره تجاهها،رق قلبه لها واستفاقت كل مشاعره النبيلة التي كنها إليها يوما ما،وأحس انه هو السبب بكل ما حصل لها!.
تقدّم نحوها بضع خطوات، كاد قلبه أن يسقط أرضا لولا أن مسكه في آخر لحظة،لقد رآها للمرة الأولى بل للمرة الثانية،ولكن في هذه المرة قد عرّفه القدر على هويتها التي تمنى لو عرّفه عليها في لحظة كان يتمنى بها ذلك!.
فجأة واذ بذاك الجهاز يصدر صوتا غريبا،ربما يجهزها للموت، في تلك اللحظة تمنى لو أنه مكانها، ذهب بالفور كي ينادي الطبيب ووجهه لا يفسّر،جاء الطبيب في الحال وطلب من"فارس" أن يخرج.
يتبع في الجزء الثامن...
ملاحظة: ما يُكتب في القصة لا يُظهر الآراء الشخصية للكاتبة.