بينما كانت"غرام"في غرفة العمليات كان"فارس" ينتظرها خارجا ويفكّر ويقول بنفسه:أهل ستموت قبل أن أراها تتحرك؟ أهل ستموت قبل أن أرى صاحبة ذاك الصوت الشجي تتكلم من جديد؟
لم أيها القدر؟لم تأخذ أحبتنا بسرعة لا ندركها بل حتى لا ندرك تلك اللحظات التي سرقت فيها من نحب؟.
يا لغرابة القدر،لم أرها على ارض الواقع ولكني رأيتها على صفحة من ورق تعلن لي بشبه موت لها،ذاك الموت الذي كان من المفروض أن يختطفني أنا ولكنه اختارها هي. تلك الفتاة التي أحببتها دون أن أرى ملامح وجهها، تلك التي أحببتها لشخصها وتلك التي كرهتها وتمنيت لها الموت بعد ذلك،ترجع لتسكن ورقة شبه بيضاء ومن ثمّ تسكن قلبي من جديد!.
فجأة وإذا بشيء يسقط من حقيبة"غرام" التي وجدها الشرطي بعيدة عن النار،ربما تعمدت أن لا تمسها النار وقذفتها بعيدا،وقعت من حقيبتها أوراقًا،التقطها "فارس" من على الأرض،قرأها وإذ بها رسائل اعتذار وأسف لفارس عما بدر منها،تيقن أنها ندمت لما في تلك الرسائل من كلمات مؤثرة دخلت قلبه كالخنجر،ولكنّ الجرح الذي جرحته إياه ما زال بقلبه،كيف له أن ينسى آخر مكالمة؟كيف له أن ينسى كلامها المجرّح فيها؟!.
انتهت "أمنية" من المحاضرات وكعادتها دعت العديد من الناس وبدأت تقول:
"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أما بعد:
لم تنظرون إلى الأنثى وكأنها مخلوق ضعيف لا يستطيع حماية نفسه؟ لم تعتقدون أنّ الضعف يلازمها منذ ولادتها أو حتى التصق باسمها؟
أنا لا أنكر أنّ الله أعطى الذكر جسمًا أقوى من جسم الأنثى ولكن من ذكاءها ودينها تستطيع أن تصنع سلاحًا أقوى من كل تلك الأسلحة!.
إذا أنجبت إحداهن ذكر تقول إحدى المهنئات:"ريته ألف ألف مبرووووك ،عقبال الصبي الثاني يا رب"،أما إذا أنجبت أنثى فتقول إحداهن وكأنها تواسيها وتدخل الصبر إلى قلبها على تلك المصيبة التي أنجبتها:"آآآآه بنت،يلا بسيطة خيرها بغيرها،المهم الخلقة التامة"
أريد سببًا واحدًا مقنعًا يجعلهم يتصرفون بهذه الطريقة، أين العدل؟؟؟؟؟؟
يتبع في الجزء التاسع...
ملاحظة: ما يُكتب في القصة لا يُظهر الآراء الشخصية للكاتبة.