عادت "كوكو" وتبعتها مرة أخرى،حاولت أن تتكلم معها ولكنها لم تستطع،فبكل مرة كانت تحاول أن تتكلم معها كانت تهرب منها ،
ازداد الفضول عند "كوكو" وأرادت أن تعلم ما تخفي داخلها من أسرار.
تبعتها حتى وصلت بيتها، ترددت قليلا قبل أن تقرع جرس الباب ولكنها في النهاية فعلت. فتحت لها تلك الفتاة التي إلى الآن لم تعلم اسمها ، وقفت "كوكو" على الباب لحظات قليلة والصمت يحل ضيفا ثانيا لها،دقّقت "كوكو" في ملامح وجهها ولكنها عجزت عن تذكر تلك الملامح الصعبة والتي ازدادت صعوبة بعد أن شُوّهت.
بعد أن حدقت كل منهما بالأخرى وارتوت من التفاصيل، أغلقت تلك الفتاة الباب وكأنّها اكتشفت سرا لم تكن منتبهة له وكأنّها تود أن تهرب من كل شيء!.
تساءلت "كوكو" في نفسها بعد أن قتلها الفضول لتعلم ما الذي يختبئ في حياة تلك الفتاة:"لمَ تتصرف معي هكذا؟،كل تصرفاتها غريبة،ماذا أذنبت بحقها كي تقفل الباب في وجهي،حتى إنني لم انطق بكلمة واحدة؟ لمَ تهرب مني؟!"
ذهبت "أمنية" إلى بيتها وهي في طريقها إليه، تهجّم عليها احد الرجال وحاول أن يختطفها، ولكنها خيبت آماله وألغت كل ما خطط له من نوايا بشعة فقد كانت كما يقولون"أخت رجال" وقاومته بكل ما تملك من شجاعة ، لم تتردد لحظة بأن تدافع عن نفسها ،حتى لم تفكر بالوسيلة، تعاملت وكأنّ شيئا لم يحصل وتصرفت بعفوية، التقطت من على الأرض قنينة زجاج فارغة وضربته بها على رأسه فسقط أرضا، لم تحاول إسعافه فهو يستحق أكثر من ذلك.
كانت "أمنية" تؤمن بداخلها أنّه مهما حصل للفتاة من مكروه فإنها أقوى من كل شيء إن أرادت، وباستطاعتها أن تقاومه ، وبذكائها تستطيع أن تجد وسيلة للنجاة من مكروه كهذا،دون أن يرافقها أخوها أو أبوها أو حتى زوجها، هي لوحدها،دون أي احد آخر،عليها أن تحمي نفسها بنفسها حتى لو كان الأمر صعبا فهو ليس مستحيلا لذلك عليها أن تتحدى كل ما هو صعب!.
يتبع في الجزء الحادي عشر...
ملاحظة: ما يُكتب في القصة لا يُظهر الآراء الشخصية للكاتبة.