وتسير الأيام على عجلة من أمرها،تستعجل دائما كي ترينا ما تخبئ لنا من أسرار، وها هي الآن تودّع يوما من حياتهن وتدخله في عالم الذكريات وتستقبل يومًا جديدا!.
انتهى ذاك القسم الاعتيادي من يومهن،انتهت "كوكو" و"أمنية" من "الروتين الجامعي" وذهبتا إلى البيت،أحستا بفراغ شديد يلف بيتهن الذي اعتاد أن يحتضن ثلاث فتيات،ما أصعب أن تشعر بأنّ هناك شيئًا ناقصا في حياتك لست معتادا عليه،ما أصعب أن تشعر بفراغ يمنعك من مزاولة حياتك اليومية،فتجلس ممتنعا عن فعل أي شيء وكأنك تنتظر شيئا ما ليرجع الحياة إلى قلبك ، وكأنك تواعد مجهولا كي يفك أسرك!.
ذهبت"أمنية و"كوكو" كي تزورا غرام في المشفى، دخلت الفتاتان غرفتها،لم تتوقعا في يوم من الأيام أن تشاهدا "غرام" في هذه الحالة،كانت حالتها تبكي من لا قلب له!.
لم يخفي عليهما الطبيب وقال لهما:"إنّ حالتها سيئة جدا،ولكننا لن نفقد الأمل،فهناك أمل بأن تنجح العملية التي سنجريها غدا،فتوكلن على الله،واحمدنه دائما وأبدا."
لم تصدقا ما حصل لهما، ولكنهما حمدتا الله على كل شيء حتى وصلتا البيت،لم ترغبا بان تتقدما خطوة واحدة لداخل البيت وغرام رفيقة دربهن بين الحياة والموت.
دخلت"امنية" وصلت ركعتين تطوع لله تعالى ودعت فيهما بأن تشفى "غرام" وترجع الى البيت سالمة،بكت ،بكت كثيرا وانهمرت دموعها على وجنتيها وتوسلت الى الله وتضرعت اليه بأن يستجيب لها أدعيتها!.
فجأة واذ بالباب يقرع،ذهبت "كوكو" كي تفتح الباب وإذا بها ترى ما لم تتوقع أبدا أن تراه ، اختلطت جميع المشاعر بقلبها ، خافت،فرحت وحزنت فلم تستطع أن تعبّر عما احتل قلبها فجأة ولم تستطع السيطرة عليه!.
يا لحياة كهذه!، حقا إنها غريبة!، ما نذهب إليه ونكاد نقتل أرواحنا كي نحصل عليه،يهرب منا ويرفض أن يقابلنا ، وبعد ذلك يأتي ويلاحقنا بنفسه بعد أن هرب منا مرات عديدة، وكأنه يلعب معنا لعبة طريفة!.
يتبع في الجزء الثاني عشر...
ملاحظة: ما يُكتب في القصة لا يُظهر الآراء الشخصية للكاتبة.