لم تصدّق "كوكو" ما سمعت، أهل فعلا أبوها مجرم؟!،أهل هنالك أبا يفعل كل هذا بابنته من اجل النقود؟؟ ومن هو يا ترى؟؟؟ أبوها!! ،أهي في كابوس مزعج؟
من أين أتت كل هذه المصائب التي لم تعتد عليها؟، بل حتى كانت تعيش حياتها وتراها في منتهى السعادة واللذة!.
فجأة وإذ بها تقفز قائلة وكأنها تتذكر شيئا ما قد نسيته:" ولكن لمَ كنت تهربين مني في كل مرة كنا نلتقي؟"، قالت جميلة:" لأني أخاف من ماضيي واهرب منه، فانا تركت أهلي وبلدي هربا من حياتي الماضية، أنا اكرهها.
ووجهك الذي عشت معه حياتي تلك، حين انظر إليه كأنه يوقظ ذاكرتي المريرة ، كلما أراك أتذكر أبي،أتذكره حين شوه وجهي وحطّم حياتي،أتذكر ما أنا هاربة منه الآن ، فيرجع الجرح ويشتعل مرة أخرى حتى ينزف دما وألما فأعيش حياة مليئة بالعذاب!."
قالت "كوكو": "بما أنني اسبب لك كل هذا العذاب لمَ جئت إليّ الآن ؟!"
قالت جميلة:" صدقيني فلم أعي كيف مشت رجلي وجاءت إليك.
ضعي نفسك مكاني، لقد رأيت أختي أمام ناظري بعد ثلاث سنوات ولم استطع أن احتضنها، أضمها ، اقبلها ، أو حتى أشم رائحتها عن قرب!.
أراد قلبي أن يقفز إليك حين جئت إلى بيتي، فقد انجذبت روحي إلى روحك، وأعضائي كلها كانت تناديك، شعور بداخلي كان يمتلكني ويجذبني إليك وأنت لا تشعرين بأي من هذا بل وحتى لا تعلمين أنّ هناك شيء ما يربطني بك. كنت لأفعلها واعترف لك بذلك ولكنني أحسست أنّ يدي قد تحركت لوحدها وأغلقت الباب ، كم من مرة تصرفت عكس ما ارغب ، كم من مرة نبض قلبي وفعلت ضد نبضاته ، ما أصعبه من شعور حين نتمنى أن نفعل شيئا ما ونخطط له سنينا كثيرة وحين نواجهه أمامنا ويصبح واقعا نراه بأعيننا ، وحين تقابلنا الشخصيات التي انتظرناها ونضع أعيننا بأعينها ينسينا سحر العيون كل شيء، وتُخلق بداخلنا فوضى عارمة تجعلنا نغيّر كل ما خططنا له!.
أردتك أن تعلمي انك قاسمت حياتك معي ، أردتك أن تعلمي أني جزء منك ،لم اعلم كيف جئت إليك ولكنه من الواضح أنّ قلبي قد تغلب عليّ لأول مرة وتصرف هو بدلا مني!."
يتبع في الجزء الرابع عشر...
ملاحظة: ما يُكتب في القصة لا يُظهر الآراء الشخصية للكاتبة