لم يكن بيد "كوكو" سوى أن تأخذ "جميلة" إلى حضنها وتضمها ، رأت فيها ذكرياتها، طالت الضمة وبكت جميلة حتى انتهت دموعها، شعرت بالحنان يلف جسدها، من زمن بعيد لم تشعر به!،
يا له من منظر عاطفي مؤثر يستحق صورة!.
شفقت "كوكو" على حالة "جميلة" وأقنعتها بأن تسكن معها، في البداية رفضت الفكرة بتاتا ولكنّ عاطفتها وحبها لكوكو واحتياجها للحنان جعلنها ترضخ لقرار "كوكو"!.
جاء اليوم المرتقب الذي ستجري به "غرام" العملية، لم تذهب "أمنية" و"كوكو" إلى الجامعة بل ذهبتا إلى المشفى كي تقفا إلى جانب "غرام".
دخلت"غرام" إلى غرفة العمليات وكانت بغيبوبة لم تستيقظ منها منذ أن نُقلت إلى المشفى. ودعها "فارس" ببعض من النظرات ووقف بعيدا ينتظر قدره وقدرها معه، كيف ستخرج من الغرفة؟!، أهل ستكون بحالة جيدة؟!، ما أصعب الانتظار!، ما أصعب أن تنتظر شيئا لا تعرفه بل حتى لا تعرف سيأتي أم لا!.
يا لحياة كهذه!، تجعل السعادة تمر بجانبنا كي نشم رائحتها من بعيد ثمّ ترحل دون ان ترينا وجهها، دون أن تجعلنا نحتضنها!، كادت العملية أن تنجح ولكن شاء القدر بأن يخطئ احد الأطباء خطأ صغيرا يقلب حياتها موتا، علينا أن نقبل بالقدر كما هو، دون أن نعترض على حكمه تعالى لربما كان لصالحنا!.
من الواضح أنّ الحياة أرادت أن تمنحها بعضا من السعادة فقد أخرت موعد موتها قليلا وكأن معجزة كانت تنتظرها من بعيد ،لم تمت على يد الأطباء بالفور،فقد قرر قدرها أن تعيش ساعات إضافية وأن تستمتع بالحياة ولو أياما قليلة، فقد مُنحت فرصة للعيش المؤقت!.
دخلت "كوكو" و"أمنية" عند "غرام" ، فرحت برؤيتهما وقالت لهما بأنها ستخرج قريبا.
أمنية: لقد اشتقت إليك كثيرا يا "غرام"
غرام: وأنا أيضا اشتقت إليك وسأشتاق إليك كثيرا، وانفجرت باكية!.
أمنية: لا تبكي ، نحن بجانبك،اطمئني!.
غرام: نعم، ولكنها دموع الفرح التي لطالما انتظرتها طويلا وضجرت من الانتظار. وها هي الآن أتت دون أن اشعر بها، فهذه قوانين الحياة ولا اعتراض عليها!.
احتضنت غرام "كوكو" و"أمنية" وضمتهما إلى صدرها ، أحست أنها الضمة الأخيرة فأرادت أن يتوقف الزمن عند تلك اللحظة.
خرجتا من الغرفة والنظرات تختطف بعضها البعض، وتأبي أن تفترق!.
دخل "فارس" لغرفة "غرام"،وقع قلبه أرضا حين رآها حية ترزق !.
يتبع في الجزء الخامس عشر...
ملاحظة: ما يُكتب في القصة لا يُظهر الآراء الشخصية للكاتبة