جاء إليها الطبيب وصارحها بالحقيقة ، خافت كثيرا ،لم تصدق أنها ستموت قريبا ، ماذا تفعل في هذه الأيام القليلة؟!، كيف ستتقبل الأمر؟،كيف لها أن تعيش أيامها الأخيرة؟!،
كيف ستقضيها؟، ماذا تقول لفارس وأمنية وكوكو؟!.
قررت بالنهاية أن لا تخبرهم، ستموت بلا وداع، ستموت بدون أن تخبرهم، ستعيش أيامها الأخيرة دون أن تعلمهم بذلك!.
استرجعت "غرام" شريط أيامها، تذكرت أنها ارتكبت أخطاء كثيرة طوال حياتها، أرادت أن تصلحها ،أحست أنّ قلبها يناديها كي تتوب إلى الله تعالى،ستعمل على تلبية نداءه من الآن،فهي الآن في الايام الأخيرة من حياتها،عليها أن تعمل لآخرتها التي عاشت في غفلة عنها كل تلك السنين!.
قررت أن تترك"فارس" وترتدي الحجاب وتتقرب من الله تعالى حتى تفوز بالجنة!.
فعلت ما قررت له ، لم تكلم "فارس" أبدا كي ترضي الله سبحانه وتعالى، داست على قلبها كي تفوز بمراضاة ربها.
لم تضيع صلاة واحدة، ولم يفارق يديها المصحف الشريف، لقد أحست بأخطائها، أدركت أن كل المصائب التي واجهتها ما هي إلا إشارة من الله سبحانه وتعالى كي تغير حياة اللهو والتسلية، حمدت الله أنها استفاقت من غفلتها قبل أن يفوت الأوان.
من يراها لا يعرف أن هذه هي "غرام" التي كانت حياتها لهو وترف وتسلية فقد انقلبت رأسا على عقب، سبحان مغير الأحوال من حال إلى حال!.
رن هاتفها ، مسكت الهاتف وقالت: السلام عليكم ،قال: وعليكم السلام.
حين سمعت ذاك الصوت هُزّ كيانها ولم تدر ماذا تفعل، فأقفلت سماعة الهاتف دون أن تعي ماذا فعلت!. لقد كان "فارس" على الهاتف .
ذُهل "فارس" من تصرف "غرام" وعاود الاتصال مرة أخرى،ثم قال:غرام ، إن سمعت صوتي فتكلمي ولو كلمة واحدة،أرجوك ، أنا محتاج إليك. لم تحتمل سماع ذلك فبكت كثيرا ، سمع "فارس" بكاءها وسألها : غرام، ما بك؟ لمَ تبكين؟ أرجوك أجيبيني ، أنا أتقطع يوما بعد يوم ،لم تقسين عليّ؟!.
يتبع في الجزء السابع عشر...
ملاحظة: ما يُكتب في القصة لا يُظهر الآراء الشخصية للكاتبة.