الشعر العربي الحديث:
يقصد بهذا التعبير ما كتبه شعراء كثيرون على غير منهاج الشعر التقليدي أو الاتباعي (كلاسيك) في آداب لغاتهم. وقدظهر في الأدب العربي أواخر النصف الأول من القرن العشرين، ولاسيما على يد الريحاني والسياب والملائكة والمهجريين العرب في عدد من بلدان أوروبا التي قصدوها لللاستقرار فيها، وخاصة إيطاليا وفرنسا وبريطانيا ثم الولايات الأميركية. وكان من أبرز الاختلافات التي أثارها هذا الاتجاه ما أثير حول (الأصالة والمعاصرة) في كتابه وإنتاجه، على مدى عقود من السنوات، استغرقت حوالى قرن من الزمن. وقد لاحظ الناقد العربي السوري الدكتور (محمد ياسر شرف) أنه مرّت ثلاثون سنة على الشعر العربي ابتداء من النصف الثاني للقرن العشرين، وكتّـابه يتجاذبون الاتهامات حول الأصالة والمعاصرة. ثم انضافت تجاذبات أخرى بينهم حول التقليد والحداثة، ولم تلبث أن حدثت ثورة المعلوماتية التي انتهى القرن العشرون في طوايا إنجازاتها، وقد نشرت المعارف بين الناس وأتاحت أنواعاً جديدة من التواصل عبر القارات فاتحة الفضاء الإلكتروني دون حدود. ورأى الدكتور شرف أنه بينما اختلفت القضايا التقليدية المطروحة للمناقشة بين شعراء البلدان المتقدمة صناعياً باستمرار، بقيت الأغلبية العظمى من شعراء العرب عند مناقشة قضاياهم التقليدية بذاتها، لتنقل أقوال القرون الماضية التي سادت في مجادلات القرن العشرين إلى القرن الواحد والعشرين دون تغييرات جذرية أحياناً، وبعيداً عن منجزات العلوم الإنسانية والتجريبية الجديدة في أحيان أخرى أيضاً. وقرر الدكتور محمد ياسر شرف أن بعض المحلّلين المختصّين قد توصل إلى استنتاج يقول: إن تكرار المناقشات هو الذي منع الشعر العربي من التطور، وهذا ما تؤكده أرقام مبيعات كتب الشعر التي صدرت خلال الخمسين سنة الأخيرة، إضافة إلى ضعف مستوى الإنتاج الشعري نفسه وتكاثر الأدعياء وظهور أعداد كبيرة من الكتب المطبوعة ذات القيمة الفنية الهابطة. وذكر الدكتور محمد ياسر شرف أن تصريحات كثير من الشعراء الروّاد والمعروفين بجودة إنتاجهم لدى النقّـاد تشير إلى أن الشعوب العربية فقدت اهتمامها بالإنتاج الشعري ـ بالدرجة الأولى ـ نتيجة التقدم العلمي وانصراف الناشئة والطلاب وخريجي الجامعات إلى متابعة العلوم الحديثة وحركة الاقتصاد واتجاهات سوق العمل، إضافة إلى جمود أفق الشعراء، وأدى هذا التأثير المزدوج إلى إضعاف تأثير التجارب القليلة الجيدة التي لا يمكن إنكار ظهورها في حركة التراكم الشعري للثقافة العربية. ورأى الدكتور شرف أن حركة العشرية الثقافية العربية ماتزال بطيئة السير، بعد سنتين من ابتدائها ـ وتساءل هل ستستمر أوضاع الشعر العربي المجتمعية والاقتصادية والفنية سائرة باتجاه التدهور، أم إنّ عكس الاتجاه مايزال عملاً ممكناً، وكيف سيكون ذلك؟.
الشعر الحر:
هي طريقة من التعبير عن نفسية الإنسان المعاصر ، وقضاياه ونزوعاته ، وطموحه ، وآماله ، وقد ظهرت لعوامل متعددة منها الرد على المدرسة الابتداعية " الرومانسية" الممعنة في الهروب من الواقع إلى الطبيعة والى عوالم مثالية.
ومن روادها :
عبد الباسط الصوفي - صلاح عبد الصبور – أحمد عبد المعطي حجازي – محمد الفيتوري - يحيى الصوفي.
ومن ملامحها :
1. الإنسان فيها جوهر التجربة ، والإنسان بمعاناته وحياته اليومية وقضاياه النفسية والاجتماعية والسياسية.
2. الجنوح إلى الاسطوره ، والرمز ، والتراث الشعبي ، والإشارات التاريخية.
3. تأثره بروافد مسيحية وصوفية ووثنيه وابتداعية " رومانسية ".
4. تعرية الزيف الاجتماعي والثورة على التخلف.
5. الوحدة العضوية مكتملة ، فالقصيدة بناء شعوري متكامل يبدأ من نقطه بعينها ثم يأخذ بالنمو العضوي حتى يكتمل.
6. شعر واضح : يتحدث فيه الشاعر ببساطه وعفوية ولغة تقترب من للغة التخاطب اليومي
7. شعر سريالي"غير واضح " : ويتميز بالغموض ، والاغراق بالابهام والرمز والاسطوره ويستعصي الكثير منه على التحليل والتقويم والنقد بمقاييسنا المألوفه.