العـِبـْرِيـَّة (עברית عـِڤـْرِيت) لغة سامية تنتمي إلى الفرع الشمالي الغربي (يسمى أيضا بالفرع الكنعاني). سُجلت فيها أغلبية أسفار التناخ، أي العهد القديم (ما عدا سفر دانيئيل وبعض المقاطع الأخرى التي سجلت بالآرامية). تشابه العبرية التوراتية لغات قديمة أخرى تم اكتشافها في حفريات آثارية ببلاد الشام وخاصة اللغة المؤابية. على ما يبدو من الكتاب المقدس والمعثورات الأثرية فإن العبرية التوراتية تعكس اللهجة الجنوبية التي كانت محكية في مملكة يهوذا، بينما كانت اللهجة المحكية في مملكة إسرائيل الشمالية مختلفة. بعد ضم الإمبراطورية الأشورية لمملكة إسرائيل الشمالية لم تبق إلا اللهجة الجنوبية. كثف احتلال مملكة يهوذا من قبل الإمبراطورية البابلية الثانية (الكلدانية) تأثير اللغة الآرامية على اللغة العبرية، مع أن هذا التأثير كان موجودا قبل ذلك. في عهد الإمبراطورية الفارسية أصبحت الآرامية هي لغة التعامل الدولية في العالم القديم والسائدة في كل الهلال الخصيب. في ذلك العهد تكثر استعمال اللغة الآرامية لدى اليهود حتى أصبحت اللغة الرئيسية كتب فيها التلمود. أما الميشناه التي سبقت التلمود فقد كانت تكتب باللغة العبرية، ولكن تختلف مميزات عبرية المشناه عن العبرية التوراتية بشكل ملموس. هناك دلائل على الحكي بالعبرية حتى القرن السابع أو الثامن للميلاد ولكن عدد الناطقين بها تقلص حتى أصبحت لغة مكتوبة فقط. في القرن الـ 19 للميلاد أخذت مجموعات يهودية، خاصةً في شرقي أوروبا، بتجديد الحكي بالعبرية وتطويرها بإذخال كلمات وصيغ جديدة فيها، لاعتبارها اللغة القومية للشعب اليهودي التي تميز بينه وبين شعوب أخرى. في نهاية القرن الـ 19 أخذت مجموعات بهودية صهيونية من المهاجرين إلى فلسطين استعمال اللغة العبرية الحديثة في جميع مجالات حياتهم، وهذا رغم معارضة المجموعات اليهودية التقليدية في فلسطين التي اعتبرت العبرية لغة مقدسة لا يجوز المساس بها. عند تأسيس حكم الانتداب البريطاني على فلسطين تم الاعتراف بالعبرية الحديثة كلغة رسمية إلى جانب العربية والإنكليزية. اليوم تكون اللغة العبرية الحديثة لغة دولة إسرائيل الرسمية إلى جانب اللغة العربية، وأصبحت اللغة الداخلية في مجتمعات يهودية عديدة في أنحاء العالم. تختلف العبرية الحديثة المستعملة في إسرائيل عن عبرية التوراة في أصواتها وفي مفردات كثيرة، ولكن تعليم العبرية التوراتية ملزم في المنهاج الدراسي الإسرائيلي.
مر على العبرية عدة قرون لم تعد لغة محكية إلا في بعض الطقوس الدينية عند اليهود ثم ظهرت حركة لإحياء هذه اللغة في نهاية القرن التاسع عشر وكان هذا الإحياء أمرا صعبا إلا أنه تم بالفعل واستعان علماء اللغة العبرية كثيرا باللغة العربية في معاجمها ومفرداتها بجامع أنهما لغتان ساميتان.